محمود إسماعيل بدر (الاتحاد)

ثمة أفلام في السينما السعودية الحديثة لا يمكن تجاهلها، رغم ما قد يشوبها من تحفظات على السيناريو أو مآخذ على اللغة السينمائية أحياناً، وإن كان يصعب الحكم عليها بمقاييس سينمائية خالصة كتلك التي نحكم بها على أي فيلم عالمي، أو من دولة عربية لها تاريخ في صناعة السينما.
ويصعب أن نطبِّق على الأفلام السعودية القصيرة، وحتى الطويل القليل منها، أياً من تلك المقاييس من دون الالتفات إلى الظروف التي أحاطت بإنتاجها، ورغم ذلك، تمثل هذه الأفلام أطواراً كان لابد للسينما السعودية أن تمرّ بها، ومحطات مهمة على طريق بناء صناعة سينمائية سعودية احترافية ناضجة ومكتملة المقوّمات والعناصر والسرد السينمائي المختلف في لغته وتقنياته.
من هنا يجدر بنا الاهتمام بالتجارب اللافتة في هذه السينما، وأحدها تجربة المخرجة السعودية «هيفاء المنصور» التي تحمل في العادة همّا سينمائياً تقاربه بأسلوب فني وبتكنيك معاصر وتفاصيل، أهلتها للدخول بفيلمها «المرشحة المثالية»، في المسابقة الرسمية على جائزة «الأسد الذهبي» في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وهو أول فيلم في تاريخ السينما السعودية يتحقق له ذلك، ليتنافس مع أربعة عشر فيلماً عالمياً على الجائزة التي تعد إحدى الجوائز العالمية المرموقة في مجال السينما، فيما تدخل «المنصور» في تحد وتنافس مع مخرجين عالميين كبار مثل: الكندي آتوم إيغويان، والسويدي روي آندرسون، والياباني هيروكازو كوريدا.
وعبّرت المخرجة هيفاء المنصور التي تسرد في الفيلم قصة سيدة سعودية تقرر خوض الانتخابات البلدية لأسبابها الخاصة، عن تقديرها لاختيار فيلمها من قبل منظمي المهرجان، وقالت: «فيلمي يحمل رسائل عديدة من أجل أن تنتصر المرأة العربية في النهاية، من خلال نظرتها إلى حريتها ومستقبلها»، لافتة إلى أن الفيلم صور بالكامل في المملكة العربية السعودية، منوهة إلى أهمية الدعم الذي قدمته وزارة الثقافة السعودية لمشروعها السينمائي.
فيلم «المرشحة المثالية» الذي يروي حكاية امرأة سعودية تواجه الأساطير والتابوهات والتقاليد البالية وعالم الذكورية التي تحكم القرية التي تعيش فيها، تجسد أحداثه كل من: ميلا الزهراني ونورة عوض، وشارك في كتابته مع هيفاء المنصور السيناريست «براد نيمن».